2019-03-27

 

الزائر لمدينة درعا اليوم تطالعه يافطات جديدة بأسماء محال تجارية وورشات مهنية خبا نشاطها أو توقف أو انتقل إلى أماكن أخرى خلال سبع سنوات من الحرب العدوانية على سورية وبعد تطهير المحافظة بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري من إرهاب حاول خنق الحياة في مدينة الجنوب عادت الحياة تدب من جديد في مختلف القطاعات وخاصة الاقتصادي والتجاري فيها.

واليوم ومع عودة الاستقرار وفي أجواء من الأمن والأمان تنعم بها المدينة عاودت مهن متنوعة للظهور مجددا مشكلة نواة ومنطلقا قويا للنشاط التجاري في المدينة ومنها محال تجارة المشغولات الذهبية والسجاد ومواد الاكساء والدهانات ومستلزمات الإنارة والطاقة الشمسية فضلا عن عودة نشاط مكاتب الصرافة الخاصة ما يشكل مؤشرا واضحا على حالة التعافي التي تسير بخطى ثابتة تنسجم مع احتياجات الناس لإعادة عجلة الحياة من جديد للمحافظة.

ويوضح المهندس قاسم المسالمة رئيس غرفة صناعة وتجارة درعا أن المحافظة شهدت منذ شهر آب الماضي حتى مطلع آذار الجاري ازديادا في عدد المنشآت التجارية والصناعية توازيا مع ارتفاع معدل عامل الاستقرار الذي أسهم في عودة منشآت توقفت لسنوات ومنح تراخيص لمنشآت جديدة كليا من حيث منتجاتها.

ويشير المسالمة إلى أن عدد المنشآت التي حصلت على سجلات تجارية وصناعية في درعا بلغ 1201 منشأة في ازدياد ملحوظ شمل قطاعات التعهدات وبيع المواد الغذائية ومحطات المحروقات والزيوت والشحو المعدنية والأعلاف والكونسروة وصناعة الألبان والأجبان والأعلاف والأدوية البيطرية ومعامل الأدوية البشرية والمنسوجات .

ويبين المسالمة أنه منذ بداية العام الحالي تم منح 11 ترخيصا لمحال تجارة المشغولات الذهبية منها 7 في مدينة درعا و الباقي في مناطق متفرقة من المحافظة فيما شهدت الفترة الماضية إعادة افتتاح فرعين لبنكين خاصين بعدما أغلقت جميع المصارف الخاصة في درعا أبوابها في السنوات الماضية لافتا إلى أن عودة النشاط المصرفي سيسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار حيث يستفيد منها الأفراد والمؤسسات والشركات والمنشآت الصناعية.

ويشير المسالمة إلى أن العديد من المستثمرين تقدموا بطلبات لتأسيس أنشطة صناعية متنوعة وتحديدا معامل لإنتاج الأدوية البشرية والمنسوجات والستائر بينما تقدم صناعيون وتجار بطلبات لتوسيع أنشطتهم في الصناعة التحويلية ومشاغل الحجر والتعهدات وتجارة السيارات والاستيراد والتصدير وتجارة الأدوات الكهربائية والالكترونيات والنقل.

حسني أبو جيش مدير مصنع هابينيس للصناعات التحويلية يؤكد أن المصنع لم يتوقف عن الإنتاج طوال سنوات الأزمة لكنه اليوم يعتزم توسيع نشاطه من خلال زيادة أنواع المنتجات التي سيطرحها في السوق لافتا إلى أن عامل الأمان أسهم في هذه الخطوة التي ما كانت لتحصل لولا الاستقرار بالدرجة الأولى.

خلدون المسالمة صاحب محل ذهب في مدينة درعا يشير إلى أن معظم تجارة الذهب في المدينة توقفت خلال سنوات الحرب نظرا لارتفاع المخاطر إلا أن ملامح التعافي التدريجي بدأت تظهر من خلال عودة عدة محال للعمل ضمن بيئة مستقرة وآمنة.

محمد الخطيب صاحب أول محل لتجارة السجاد يعود لمزاولة بيع السجاد في مدينة درعا يوضح أنه كان يمتلك محلا كبيرا في منطقة ساحة بصرى في المدينة لكنه تعرض للتدمير والنهب واليوم عاود للعمل مجددا وهو بانتظار أن يتم تأهيل ساحة بصرى ليعود الى العمل فيها لافتا إلى أن المناخ الاقتصادي اليوم أفضل بكثير عن السنوات السابقة ويأمل أن تزول العقوبات الاقتصادية الجائرة عن سورية بحيث تنشط حركة الاستيراد والتصدير بشكل أكبر.