2019-05-13

 

حرب الرسوم الجمركية الشرسة بين الولايات المتحدة والصين ترخي بظلالها على الاقتصاد العالمي وتضفي عليه حالة من الارتياب انعكست على عالم الأعمال والمستهلكين ولا سيما الشركات الأمريكية التي تطبق عليها تلك التعريفات الجمركية أولا.

فترة حرجة تعانيها العلاقات الاقتصادية الصينية الأمريكية اججتها رسوم أمريكية جديدة تم فرضها على البضائع الصينية بقيمة نحو 300 مليار دولار سنويا بعد يوم واحد من رفع رسوم مشابهة على سلع أخرى بقيمة 200 مليار دولار أيضا ورد صيني مماثل.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربط إلغاء الرسوم الجمركية بنتيجة المفاوضات مع الصين وهي خطوة تؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين في بيئة التجارة العالمية وتزيد التوترات وتؤثر على المعنويات العالمية وتزيد كره المخاطرة على الصعيد العالمي.

الصين وعلى لسان كبار المسؤولين فيها أكدت أن 3 نقاط ما زالت تثير خلافات مع واشنطن في المفاوضات التجارية التي تجري في واشنطن تمثلت بسحب الرسوم الجمركية العقابية وحجم الخلل الهائل في الميزان التجاري بين البلدين ونقطة الخلاف الثالثة هي النص النهائي لاتفاق محتمل.

التعريفات الجمركية التي قرر ترامب زيادتها على بضائع صينية والتي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا تقابلها إجراءات صينية مضادة لكن مسؤولين صينيين يأملون أن تتمكن واشنطن من لقاء بكين في منتصف الطريق وأن يبذل الجانبان جهودا مشتركة لحل المشكلات بالتعاون والتشاور.

لاري كودلو أحد أبرز المستشارين الاقتصاديين لترامب أقر في مقابلة مع فوكس نيوز بأن الأخير أخطأ بقرار فرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية إلى بلاده قائلا:  إن الشركات الأمريكية هي التي تتحمل الرسوم الجمركية على أي سلع يتم استيرادها من الصين وأن المستهلكين الأمريكيين سيدفعون الفاتورة أيضا إذا مررت الشركات تلك الزيادة في التكلفة إليهم.

الأسهم الأمريكية دفعت ضريبة سياسات ترامب الاقتصادية أيضا وتراجعت بشكل حاد خلال تعاملات اليوم وسط مخاوف من تداعيات الحرب الاقتصادية على نمو الاقتصادين الأمريكي والعالمي.

السياسة الاقتصادية الصينية يتم رسمها باتجاه تعزيز الاستقرار الداخلي في مواجهة عدم اليقين الخارجي وهو ما يتبدى في العديد من المؤشرات وأبرزها نمو جيل جديد من الشركات المبتكرة وارتفاع معدلات مبيعات التجزئة عبر الانترنت واستقرار التوظيف وزيادة الدخل بجانب جهود حثيثة لتنويع العلاقات التجارية ما يعني أن ثمة خطة (ب) موضوعة بالفعل لمواجهة السيناريوهات الأكثر سوءاً.

مراقبون يرون أن الاجراءات المضادة التي أعلنتها الصين ليست سوى رد أولي وستلجأ إلى عقوبات ذكية تؤثر مباشرة على الفئة من الناخبين التي تساند ترامب وستضر بصورته أمامهم فهي إذا عقوبات سياسية مغلفة بغطاء تجاري وربما ستلجأ بكين إلى التقليل من شراء سندات الخزانة الأميركية بحيث تجعل قدرة الولايات المتحدة وهي المدين الأكبر في العالم على الإيفاء ببعض التزاماتها الداخلية والخارجية أكثر صعوبة.