2019-07-09

 

سجلت الليرة التركية اليوم انخفاضا حادا جديدا بنسبة ثلاثة بالمئة مقابل الدولار بعد أن أقال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان محافظ المصرف المركزي ما أثار المخاوف من استمرار التوترات المالية في تركيا.

وذكرت وكالة اسوشيتد برس أن الليرة التركية انخفضت بنسبة 3 بالمئة في التعاملات المبكرة اليوم وبلغت 74ر5 مقابل الدولار منخفضة عن يوم الجمعة الماضي وذلك بعد أن تراجعت إلى 8245ر5 في التعاملات الآسيوية المبكرة في ظل مخاوف المستثمرين بشأن نتائج خطوة أردوغان على استقلالية البنك المركزي.

وانخفض المؤشر الرئيس للأسهم 5ر1 بالمئة مع تراجع قطاع البنوك 3ر2 بالمئة بينما هبطت السندات الحكومية التركية المقومة بالدولار عقب الخطوة التي اتخذها اردوغان الذي يتدخل بسياسة المصرف المركزي التركي في محاولة لخفض أسعار الفائدة.

وانخفضت الليرة نحو ثمانية بالمئة منذ بداية العام الجاري بعد أن هوت 30 بالمئة العام الماضي نتيجة ارتفاع مستويات الديون الخارجية للبلاد والسياسات الاقتصادية لأردوغان والخلافات الدبلوماسية والتجارية مع الولايات المتحدة ورفع البنك المركزي حينها أسعار الفائدة بشكل حاد من 75ر17 بالمئة إلى 24 بالمئة لدعم العملة ومكافحة التضخم.

ويتوقع أن تؤدي خطوة أردوغان التي أثارت المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي عن الحكومة إلى خفض أسعار الفائدة خلال الأسابيع المقبلة وسط اضطرابات الاقتصاد التركي الذي شهد خلال 2019 ركودا بينما بلغت نسبة التضخم 20 بالمئة في حين فقدت الليرة التركية نحو ثلث قيمتها أمام الدولار العام الماضي.

وتمت إقالة محافظ البنك المركزي مراد جتينقايا أمس الأول ليخلفه نائبه مراد اويسال بموجب مرسوم رئاسي صدر يوم السبت الماضي دون تقديم سبب لهذه الاقالة إلا ان تقارير اعلامية أشارت إلى أن جتينقايا يعارض تدخلات أردوغان في سياسة البنك المركزي ويرفض ضغوط الأخير لخفض تكاليف الاقتراض.

واعتبر جيسون توفي الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة الأبحاث البريطانية كابيتال ايكونوميكس أن إقالة محافظ البنك المركزي التركي تزيد من احتمالات تخفيض أسعار الفائدة على المدى القريب مشيراً إلى ان ذلك يثير مخاطر حدوث انخفاضات أكبر في العملة التركية ومن المرجح أن يفاقم مشكلة التضخم في البلاد ما يزيد من عائدات السندات طويلة الأجل.

ومثل التضخم مشكلة بالنسبة لتركيا خلال السنوات الأخيرة ويرى خبراء اقتصاديون ان رفع أسعار الفائدة ضروري بهدف مواجهة التضخم الكبير وتدهور العملة على الرغم من أن أردوغان يضغط من أجل تخفيضات.

واعتبر محافظ البنك المركزي الأسبق في تركيا دورموش يلماز ان الأمر الذي “يقتل” الاقتصاد في بلاده هو المعلومات المضللة وانعدام الشفافية في حكومة أردوغان.