2019-10-07

بدأ انتعاش الصناعات الأميركية يتداعى في عهد الرئيس دونالد ترامب بعد تحسن شهده القطاع لفترة وجيزة خلال سنواته الأولى في السلطة.

ترامب قال في مؤتمر صحفي في الـ 25 من أيلول الماضي: “ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي بشكل ملموس..بلدنا أقوى اقتصاديا من أي وقت مضى” لكن في الواقع تراجع مؤشر معهد إدارة التوريد الصناعي الذي يعد مقياس صحة المصانع الأميركية الأكثر متابعة إلى مستوى الخطر في آب لأول مرة منذ ثلاث سنوات وبعد أسبوع من تصريحات ترامب تراجع إلى أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية.

وقال رئيس لجنة المسح التجاري في معهد إدارة التوريد الصناعي تيم فيور لفرانس برس إن التراجع هذا العام كان الأشد خلال القرن برمته.. إنه أشبه بهبوط محذراً من تزايد مخاطر حدوث ركود وقال “أعتقد أنه إذا بقينا تحت 50 بالمئة لعدة أشهر إضافية فلن يكون الأمر جيدا”.

وذكرت الوكالة أن مصانع السيارات والصلب في الولايات المتحدة بدأت هذا العام باغلاق أبوابها في وقت تعلن فيه الشركات الأميركية عن تسريح موظفين أو منحهم إجازات دون راتب ووصل إنتاج المصانع إلى مرحلة الخطر.

وتبدو التوقعات لنهاية العام غير مطمئنة مع تزايد المخاوف من احتمال دفع حروب ترامب التجارية مع الصين وأوروبا عبر فرض رسوم جمركية على منتجات بقيمة مليارات الدولارات أكبر قوة اقتصادية في العالم باتجاه الركود على وقع تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقالت أوليف ماكيثان رئيسة بلدية فاريل في بنسيلفانيا مقر معمل “إن إل إم كي” للفولاذ لفرانس برس إن عمليات تسريح الموظفين شكلت ضربة كبرى للناخبين في مدينتها محملة ترامب والرسوم الجمركية التي يفرضها المسؤولية وقالت “آمل ان يكون جميع من صوتوا لترامب سعيدين بخيارهم”.

وفي أيلول الماضي مع تباطؤ ايجاد فرص عمل جديدة وتراجع ثقة المستهلكين والمؤشرات الرئيسية وتباطؤ نشاط المعامل هاجم ترامب الديمقراطيين والاحتياطي الفيدرالي وكل شيء عدا سياسته التجارية متهما وسائل الإعلام بـ “استجداء” حدوث ركود.

وبحسب بيانات وزارة العمل واعتباراً من آب الماضي انخفض عدد العاملين في قطاع الصناعة في كل من ويسكنسن وبنسيلفانيا وكارولاينا الشمالية وميشيغن مقارنة بأواخر العام 2018.

وفي الثلاثين من أيلول حمل حاكم لويزيانا الديمقراطي جون بيل إدواردز حروب ترامب التجارية مسؤولية إفلاس مجموعة “بايو ستيل” لصناعة الصلب والذي تسبب بإلغاء نحو 400 وظيفة.

وأعلن معمل لصهر الفولاذ تديره شركة “وابتيك” لصناعة القطارات في مقاطعة أوسينا في ميشيغن الشهر الماضي أنه سيغلق أبوابه بحلول نهاية العام وسيسرح 61 عاملاً بسبب تراجع الظروف بالنسبة للأعمال التجارية.

وأظهرت بيانات من معهد “بروكينغز” أنه على صعيد البلاد تبدو المقاطعات الجمهورية الأكثر تأثراً بتراجع الصناعة.

تداعيات الحروب التجارية التي يخوضها ترامب سواء مع الصين أو أوروبا ظهرت عالميا في مؤشرات حركة التجارة التي انخفضت وفي الأسواق المالية وحركتها غير المستقرة أما داخليا فزادت الضغوط على كاهل الأميركيين الذين يدفعون ثمن تهور ترامب وإجراءاته العقيمة.