2018-10-30

يعتمد فلاحو محافظة الحسكة بشكل كبير على محصول القطن وبشكل خاص للتعويض عن الخسائر التي قد تحدث لموسم الحبوب ‏إضافة إلى الإجراءات الحكومية الأخيرة التي حددت أسعار مناسبة تترك هامش ربح مجز‎.‎
ووفق الاحصاءات النهائية لمديرية زراعة الحسكة زرع خلال الموسم الجاري نحو 8600 هكتار في جميع مناطق الاستقرار ‏الزراعي وهي مساحة مضاعفة عن المساحات المزروعة في المواسم السابقة وذلك جراء تحسن الأوضاع وفتح الطرقات وحالة ‏الأمان التي كان له الدور الأكبر في إعادة الفلاح لأرضه‎.‎
ورغم فتح الطرقات بين المحافظة وباقي المحافظات وسهولة تسويق القطن إلى محالج المنطقة الوسطى إلا أن الفلاح لا يستطيع ‏التسويق خارج المحافظة ولا سيما أن بعض المليشيات المسلحة تمنع الفلاحين من نقل الإنتاج خارج الحدود الإدارية ليجد الفلاح نفسه ‏مضطرا لتسويق محصوله إلى مراكز افتتحوها ليقوموا ببيعها لوسيط ينقلها بدوره إلى محالج المنطقة الوسطى وبذلك يخسر الفلاح ‏السعر التشجيعي ويحرم من مكافاة أجور النقل‎.‎
ويقول مصعب العلي فلاح من الحسكة: “رغم قلة الإنتاج خلال الموسم بسبب الإصابات الحشرية التي ضربت المحصول إلا أن ‏الغالبية من المنتجين يريدون تسويق إنتاجهم إلى محالج المنطقة الوسطى ولا سيما أن الطرقات آمنة والسعر مغر لكن المليشات ‏المسلحة تمنع ذلك وأنا مضطر لبيع محصولي لهم بالسعر الذي يحددونه وهو أدنى بكثير من السعر الذي حددته الحكومة للشراء هذا ‏الموسم‎”.‎
ويضيف دهام: إن تسويق محصول القطن بات مشكلة جديدة تضاف إلى المشاكل والصعوبات التي تعترض عمليات الزراعة وخاصة ‏فترة التسويق كون المليشيات تمنع نقل أو إخراج القطن المحبوب لموسم 2017‏‎- 2018 ‎خارج الحدود الإدارية والتحكم بكامل الكمية ‏المنتجة‎.‎
ويشير المزارع دهام إلى أن الأسعار التشجيعية التي حددتها الحكومة لا يستفيد منها فلاحو الحسكة نهائيا كون المستفيد هو التاجر ‏الذي يقوم بشراء الأقطان من الميليشيات التي تشتري الأقطان من المنتجين بالسعر الذي تحدده وفي أحسن الأحوال يتراوح بين 270 ‏الى 280 ليرة للكيلو الواحد علما أن السعر الرسمي لكيلو القطن الواحد 350 ليرة ومنح 60 ألف ليرة عن كل طن يتم إيصاله إلى ‏محالج المنطقة الوسطى أي أن خسارة الفلاح تقريبا 110 ليرة عن كل كيلو غرام قطن‎.‎
واستغرب الفلاح خضر المحمود عدم موافقة الجهات المعنية على فتح مراكز لشراء وتسويق الأقطان في المناطق المستقرة أسوة ‏بمراكز تسويق الحبوب في مدينة القامشلي الأمر الذي سيخفف الكثير على الفلاحين ويشجع عملية الزراعة ويسهم بتوسع المساحات ‏المزروعة خلال المواسم القادمة‎.‎
بعض الفلاحين اعتبروا أن زراعة القطن باتت هما يؤرق المزارعين في المحافظة بعد أن تأملوا خيرا مع عودة الأمن والاستقرار ‏وفتح الطرقات داعين إلى ضرورة أن يعود الدور الريادي للجهات المعنية لمساعدة الفلاح على التوسع بالزراعة من جديد وتقديم ‏الدعم وعدم ترك الفلاح لأطراف أخرى تتحكم به كما تريد بالقوة‎.‎
من جانبه رئيس اتحاد فلاحي محافظة الحسكة ذياب الكريم أكد في تصريح لمراسل سانا ضرورة فتح مراكز لتجميع وشراء الاقطان ‏بجانب مركز الثروة الحيوانية بمدينة القامشلي ولا سيما أنها منطقة آمنة لإنهاء معاناة الفلاحين خلال موسم التسويق وعدم تركهم ‏فريسة لأطراف أخرى لتستغلهم‎.‎
وطالب الكريم بالاهتمام بمحصول القطن ولا سيما أن المحصول خلال الموسم الحالي تعرض لافة حشرية أدت إلى أضرار تراوحت ‏بين 40 إلى 70 بالمئة مشيرا إلى أن هذه الحشرة “دودة اللوز الشوكية الامريكية” جاءت من الأراضي التركية ولم تفلح الجهود في ‏مكافحتها كون المبيدات مهربة وغير مجدية‎.‎
من جانبه مدير محلج الحسكة المهندس محمود عيشة بين في تصريحه لمراسل سانا أن الكميات المسوقة إلى محالج المنطقة الوسطى ‏من الأقطان لهذا الموسم بلغت 18 الف طن وصل منها 14 الف طن وباقي الكمية ستصل تباعا وذلك عن طريق مورد خاص لافتا ‏الى ان دورهم في عمليات التسويق ينحصر فقط في تسهيل الامور من خلال تزويد الناقل باسماء سائقي سيارات الشحن وارقام الياتهم ‏وقطع تذكرة مرور لكل سيارة من مكتب نقل البضائع في الحسكة وبين عيشة أهمية افتتاح مركز لشراء وتجميع الاقطان في مدينة ‏القامشلي او في مدينة الحسكة الامر الذي سيخفف الكثير من معاناة الفلاح‎.‎
وأشار معاون مدير الزراعة والاصلاح الزراعي المهندس رجب السلامة إلى أن زراعة محصول القطن خلال الموسم توسعت ‏بشكل كبير مقارنة مع المواسم السابقة ولا سيما بعد استقرار الأوضاع وحالة الارتياح وزيادة أسعار الشراء المحددة من قبل ‏الحكومة منوها إلى أن مساحة القطن المزروعة خلال الموسم الحالي ثبتت عند 8600 هكتار بينما بلغت المساحات خلال الموسم ‏الماضي 1740 هكتارا متوقعا ارتفاع المساحات المزروعة خلال المواسم القادمة‎.‎