2018-12-15

لم يتوقف عمال وفنيو شركة الإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية عن العمل في مقر شركتهم المؤقت في شركة الكبريت بمنطقة باب شرقي رغم ضيق المكان بعد خرجوهم من مقر شركتهم الرئيسي في منطقة عدرا بعد الاعتداء الإرهابي عليها نهاية العام 2012.

المساحة التي تصل لنحو 4000 متر مربع تغص بالقطع المعدنية التي يتم تحويلها بهمة عمال لم ترهبهم قذائف الإرهابيين خلال السنوات السابقة إلى آلات ومعدات تحتاجها الجهات العامة لاستكمال عملها وإيصال خدماتها للمواطنين.

وتقوم الشركة برفد السوق المحلية بحاجتها من الصناعات الميكانيكية والمعدنية والمراجل والأبراج الكهربائية وتقديم وتركيب الهنغارات وأجهزة الطاقة الشمسية وغيرها من المنتجات المختلفة مثل الصهاريج والخزانات الخاصة بالنفط والمازوت والمياه بسعات مختلفة تبدأ من متر مكعب واحد حتى 1000 متر مكعب.

وحول العقود والأعمال المنفذة بين المهندس عماد الآغا مدير الإنتاج في الشركة أن هناك عقود تصنيع أبراج الكهرباء مع المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء وصيانة وتصنيع المراجل لجامعة دمشق والمؤسسة العامة للتبغ ومصفاتي بانياس وحمص وحوالي 20 جهة عامة إضافة إلى طلبات جهات القطاع الخاص المتعلقة بتركيب أجهزة الطاقة الشمسية من 200 و 300 لتر و 240 لتراً وتعد هذه الأجهزة من أهم منتجات الشركة لتسخين المياه حيث أنها الجهة العامة الوحيدة التي تقوم بتصنيعها موضحاً أن جميع المواد التي يتم تصنيعها تجرى لها الاختبارات اللازمة بحيث تحقق الجودة المطلوبة ومطابقة المواصفات الفنية.

الأعمال التي تنجز حالياً في المقر المؤقت للشركة لم تكن لتتم لولا إصرار العاملين والفنيين والإداريين على العمل بروح الفريق الواحد متحدين الإرهاب لكن بطريقتهم حيث يروي مدير معمل المراجل المهندس غسان ذبيان كيف استعادت الشركة نشاطها بعد الاعتداء من قبل الإرهابيين على مقرها في عدرا لتنتقل إلى معمل الطاقة الشمسية والغازات في منطقة القابون لكن بعد أشهر من تجميع العمال والآلات هناك عاد الإرهابيون وهاجموا مقر المعمل لينتقل مجدداً إلى المقر المؤقت في باب شرقي.

وأوضح ذبيان أن العمل استمر عبر معدات بسيطة من الأسواق المحلية لصناعة الأبراج الكهربائية وصيانة خطوط البخار والمراجل في المشافي وأجهزة الطاقة الشمسية في العديد من الجهات العامة حتى قام الجيش العربي السوري بتحرير مقر الشركة في عدرا من الإرهابيين وفوراً تم نقل بعض المعدات والآلات من الشركة الأم إلى المقر المؤقت بباب شرقي للانطلاق بالعمل الذي حول الشركة من الخسارة إلى الربح وبلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية العام الماضي 300 بالمئة.

وأكد ذبيان أنه سيتم في المرحلة القادمة تأهيل الآلات الباقية في مقر الشركة في عدرا والتي تم تخريبها من قبل الإرهابيين وسيعود العمل إلى المقر الرئيسي للمساهمة في إعادة الإعمار.

ورغم انتقال العمال إلى مقر شركة الكبريت بباب شرقي إلا الخطر ظل قائماً بحسب العامل خطار رزق حيث تعرض المقر لقذائف الهاون من الإرهابيين الذين كانوا في منطقة جوبر لكن العمال أصروا على متابعة العملية الإنتاجية وتنفيذ الأعمال المكلفين بها وتنفيذ كل عقود العمل التي أوكلت للشركة وبهمة الجيش العربي السوري تم تحرير المنطقة وأصبحت آمنة واليوم يجري تنفيذ الأعمال وخاصة الأبراج الكهربائية من خلال تصنيعها ونقلها إلى الساحات لإجراء عمليات الدهان اللازمة ثم نقلها إلى المستودعات الخاصة بالشركة في ظروف من الأمن والأمان.

ويؤكد مدير عام الشركة المهندس محمد كمال إدلبي أنها مستمرة بعقودها مع مؤسسة توزيع الكهرباء لتصنيع الأبراج الكهربائية من مختلف الأنواع وتم توقيع مجموعة عقود مع مؤسسة توزيع الكهرباء بنحو 3 مليارات ليرة ينتهي تنفيذها مع نهاية العام الجاري كما يجري تصنيع طلبيات لمؤسسة التبغ والعربية المتحدة للصناعة الدبس ومشفى الأطفال وكونسروة دمشق وغيرها.

وتقوم الشركة بتخديم شركات القطاع العام في كل المحافظات وتصنيع الهنغارات وأجهزة الطاقة الشمسية وغيرها من أعمال الإنشاءات المعدنية بحسب إدلبي مبيناً أن قيمة إنتاجها خلال العام الجاري بلغت نحو 3 مليارات ليرة بينما تصل مبيعاتها إلى نحو 5ر3 مليارات وتنفيذ الخطة المقررة وصلت إلى 400 بالمئة هذا العام بسبب تحسن الظروف واستعادة السيطرة على مناطق واسعة وتخليصها من الإرهاب بجهود الجيش العربي السوري.